واع / بليو الجيل الأول لروبوتات أكثر ذكاء وشبهاً بالبشر في المستقبل

كتب علي محمد الهاشم:

واع / بليو الجيل الأول لروبوتات أكثر ذكاء وشبهاً بالبشر في المستقبل 383125_76-2

واع / بليو الجيل الأول لروبوتات أكثر ذكاء وشبهاً بالبشر في المستقبل 383125_76-1

لا يمكن وصف «بليو» - PLEO بأنه دمية، إنه عبارة عن مزيج من الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي والتطور في العلم السيكولوجي، إنه شكل جديد للحياة الافتراضية والمادية بنفس الوقت، إنه شكل من الحياة الآلية المستقلة، التي تمت صياغتها كي تحاكي حياة ديناصور من نوع «كاماراسورس» عمره أسبوع واحد؛ بمعنى آخر أنه قادر على التفكير والتصرف باستقلال تام كأي حيوان حقيقي. وبالتالي إنه أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الصناعية، لعلم الروبوتات أو المخلوقات الآلية الذكية.

ذلك الديناصور الأليف
تتلخص فكرة «بليو» في أنه عبارة عن ديناصور روبوتي ( آلي ) كما أشرنا قبل ذلك، صمم كي يحاكي تصرفات ونمط حياة ديناصور من فئة «كاماراسورس» بعمر أسبوع واحد من ولادته تماماً، وقد صممه «كاليب تشونغ» المتخصص باختراع الشخصيات الكارتونية والخيالية، وهو مخترع الشخصية الكارتونية الشهيرة فيربي – FURBY وتم تصنيع «بليو» الديناصور الأليف في مصانع شركة يوجوبي – UGOBE، وقد عمد المخترع «تشونغ» إلى اختيار هذا الديناصور بالذات من بين الحيوانات الأخرى، بسبب طبيعة تكوين هذا الديناصور في الحياة الواقعية عندما كان يعيش في الحقبة الجوراسية قبل ملايين السنين من عهد الإنسان، فأبعاده وهو صغير هي نفس الأبعاد التي يكون الروبوت " بليو " عليه الآن، كما أن الديناصورات لها شعبية كبيرة بين العامة من الناس لاسيما الأطفال، بسبب كونها غير متواجدة في عصرنا الحالي.
لقد تم عرض «بليو» أول مرة في 7 فبراير من عام 2007 الماضي في مؤتمر خاص بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بولاية أريزونا الأميركية، وتم طرحه في الأسواق في ديسمبر من العام نفسه.

أقرب إلى الواقع
ما يميز هذا الروبوت والذي أرفض أن أعتبره بالدمية كما يتداوله صانعوه من الناحية التسويقية، هو قدرته على التعلم من البيئة المحيطة به من خلال التجربة والخبرة.. تصور ذلك، فهو يطور شخصيته بحسب المحيط الذي يترعرع فيه، لذا فإن سلوك «بليو» لن يكون أبداً هو نفس سلوك «بليو» آخر، يملكه شخص آخر، إنه يتطور ويتعلم نتيجة تواصله وتفاعله مع صاحبه، وتتغير الحالة العاطفية له بين لحظة وأخرى، وبمرور الوقت تتطور التفاعلات الفردية إلى أنماط التفاعلات التي تساعد في تشكيل الحالة الذهنية والشخصية لهذا الروبوت بشكل عام. إن شكل الحياة الاصطناعية المتمثل في «بليو» هو نظام برنامج كمبيوتري مركب يجمع بين غرائز السلوك للكائنات الحية، مثل الحاجات اليومية الغرائزية، كالحاجة إلى الطعام والنوم وغيرها، مع المقدرة على متابعة وتفسير المحفزات الخارجية مثل الصوت والضوء واللمس والألوان، فمثلاً إذا لاحظ مالك أحد تلك الروبوتات أنه ليس متفاعلاً مع أي شخص أو يستقبل محفزات خارجية، فإن هذا قد يعني أنه حزين فتراه مطأطئ الرأس، بعكس ذلك فعند ما تراه يشعر بانتعاش ويقظة فإن ذلك يعني أنه بمزاج جيد وأنه يشعر بالسعادة، لذا فإن استجابة «بليو» لبيئته تعتمد اعتماداً تاماً على ما يشعر به في اللحظة الراهنة، والتي قد تختلف من بيئة لأخرى.

فلسفة التصميم
يتمحور تصميم هذا الروبوت والمسمى «بليو»، على فلسفة نمط المحاكاة الحياتية أو الواقع الحياتي، ولذا ترى أنه يحتوي على عدة مكونات مهمة لتطبيق ذلك، منها المجسات والمستشعرات والوصلات والهيكل المفصلي وشبكة عصبية شاملة تنتشر في معظم أرجاء الهيكل للروبوت «بليو»، والتي من شأنها أن تجعل من هذا الآلي كائنا ينبض بالحياة ويملك شعوراً بها، كما تم الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة البيولوجية والعصبية لديناصور «كاماروسورس» الحقيقي، وتم دمجها في الروبوت المحاكي له والمتمثل «بالبليو »، وقد ساهم في صنع «بليو» مجموعة مختارة من خبراء الكائنات الآلية (الروبوتية) إلى جانب آخرين يعملون في مجالات عدة كالرسوم المتحركة والشخصيات الكارتونية، كما ساهم في صنع ذلك تقنيون، وعلماء أحياء، ومبرمجون وغيرهم. وبمجمل عام لم يتم تصميم «بليو» من قبل صناع الألعاب والدمى المتحركة، بل من قبل مستثمرين بمجال الذكاء الاصطناعي والكائنات الآلية، حيث أن صناع الألعاب والدمى ليس باستطاعتهم أن يغامروا بصرف مبالغ ضخمة كمليون دولار على مشاريع طموحة مثل هذه.

حدود قدراته
كأي حيوان أليف يولد بعد أسبوع، يمكن «لبليو» أن يتعايش مع البيئة التي تحيط به، وأن يتجول بالبيت تماماً كما تفعل الهرة الصغيرة أو الجرو الصغير، طبعاً مع فارق السرعة، حيث «البليو» يكون أبطأ بعض الشيء، ويستطيع «البليو» أن يرى ويشعر ويحس بالذين من حوله عدا أنه لا يمكنه من تمييز الوجوه، أي أنه لا يمكن أن يفرق ما بين صاحبه وبين شخص آخر، وهذا أحد النواقص به، لكن الكاميرا المزودة به يمكنها أن تميز ما بين الأجسام أمامه ويمكن إدخال مزيد من البيانات المفيدة عليها من خلال البرمجة الاعتيادية التي تتم لأي جهاز كمبيوتر محمول أو غيره أو حتى الهاتف النقال، كما يمكن «لبليو» أن يسمع أيضاً عبر سماعات زود بها، وأؤكد لكم أنه مستقل بشكل كامل، فلا وجود لجهاز تحكم عن بعد، ولديه ذاكرة تمكنه من المحافظة على المعطيات السابقة في حالة إطفائه أو إعادة شحن بطاريته، ولهذا لديه القدرة على التطور واكتساب المعطيات الجديدة.

كما ترفق بالحيوان.. إرفق ببليو
مثل أي مولود جديد أو حيوان أليف يجب التعامل مع «بليو» بحذر شديد ورفق، فقد بينت بعض التجارب والممارسات الخاطئة ضد روبوتات «بليو» من قبل مالكين لعدد منها أنه يموت، نعم يموت .. بالفعل فإن تعذيبه سيؤدي إلى شعوره بالألم، تذكر أنه مزود بمستشعرات عصبية في أنحاء متفرقة في هيكله، وبالتالي فهو كائن يحس ويشعر حتى بالألم حتى يموت، والموت هنا هو انهيار كامل لدوائره الداخلية وتوقف كامل وشامل عن العمل. لكن يمكن بالطبع إعادة برمجته ومسح ذاكرته ليعود كائناً جديداً وبشخصية أخرى تماماً تختلف عن تلك التي عذبت.
عموما أن هذا الروبوت «بليو» هو بالفعل شكل من أشكال الحياة الاصطناعية المحاكية للطبيعة، وصورة من صور التطور والتقدم الهائل بتكنولوجيا الصناعة وثورة إلكترونية برمجية كبيرة، إنه الجيل الأول من الروبوتات الذكية، حتماً ستليها ما سنصنفها على أنها أشباه البشر في المستقبل القريب وللحديث بقية.

عن ديناصور «كاماراسورس»
الكاماراسورس – Camarasaurus هو ديناصور من فئة الديناصورات النباتية الأليفة العملاقة الحجم، والتي تمشي على الأربع وتقتات على الأعشاب؛ وكان يتواجد في أميركا الشمالية ويبلغ معدل طوله 18 متراً للبالغ منها ويزن 20 طناً تقريباً، وعاشت في الحقبة الأخيرة من العصر الجوراسي ما قبل بين 155 و145 مليون سنة تقريباً قبل الميلاد.

مكونات «بليو»
كاميرا للرؤية والتمييز
جهازا ميكروفون للسمع
8 مجسات للاستشعار
4 مستشعرات لكل قدم لتحسس الأسطح
14 مفصلا استشعاريا، واحد لكل مفصل
مجس يعمل بالأشعة تحت الحمراء للفم
مجس بالأشعة تحت الحمراء للتواصل مع الروبوتات بليو من نفس الفئة
وصلة لتثبيت USB لتنزيل البيانات والبرمجة
بطاقة ممغنطة للبيانات
مجسات بالأشعة تحت الحمراءلتمييز الأجسام الخارجية

شكرا و انشاء الله كان تبي تولي زيهم

يعني تبدي متلهم كان ما فهمتيش

مشكورة

مشكورة على موضوعك الاكتر من رائع